- تندرج الأحداث الأمنية التي شهدتها السويداء بعيد هجوم تنظيم الدولة على ريفها الشرقي في 2018 ضمن عدة مستويات فمنها ما هو مرتبط بإثارة التوتر بين درعا والسويداء، ومنها متعلق بتغذية سردية الفوضى والاقتتال البيني، ومنها ما هو متصل بالتكسب والانتفاع المالي. وتدلل هذه المستويات على تجهيز ودفع النظام للبيئة المحلية في السويداء باتجاه تشكيل مسرح خصب لتضخيم دور "الدولة الضامنة للتوازن المحلي".
- ارتباطاً مع "ضرورة إعادة التموضع الإيراني في الجنوب"، فككت طهران ابتداءاً عبر أذرعها المحلية قوة "الشريان الموحد، ثم عملت على مواجهة مشروع قوة " مكافحة الإرهاب" المتمثل بالتصدي للنفوذ الايراني وملاحقة شبكاته المرتبطة بتصنيع وتهريب المخدرات.
- شكلت حالة الخطف التي قامت بها عصابة "حركة الفجر" تظافراً محليّاً ضد جرائم الخطف والعبث بمعادلات الاستقرار المحلي، كما حفزت مشيخة العقل بأخذ دور رئيسي في المواجهة. وستساهم المطالب المقدمة باسم أهالي السويداء إلى الوفد الروسي بتشكيل إطار داعم لزيادة مستوى التنسيق بين كافة الفواعل المحلية، وعامل مهم في مواجهة "العبث الإيراني".
- تقوم منهجية تعامل النظام مع المحافظة على عنصري الاستيعاب وهز معادلات السلم الأهلي، وأمام حالة التظافر المحلي المتشكلة، فإن النظام وحلفائه أمام جملة من الخيارات لعل أبرزها زيادة مؤشرات الانفلات الأمني بالتزامن مع سياسة الضغط الاقتصادي؛ بالمقابل لا يزال الحراك الشعبي في السويداء يمتلك هامشاً واسعاً من الخيارات كالتمسك في سردية فصل مؤسسات الدولة عن سلوك الأجهزة الأمنية وشبكاتها، وتعزيز أدوات المجتمع المدني في تمتين الجبهة المحلية ودعم المصالحة المجتمعية ومتطلبات التفاوض الناجع.
شهدت محافظة السويداء في تموز 2022 عودة التوتر الأمني إلى المحافظة، وذلك بعد قيام "عصابة" تتبع للأمن العسكري بخطف مجموعة من شباب المحافظة، مما أفضى إلى مواجهات مفتوحة بين هذه العصابة وفصائل محلية، ليعيد المحافظة مرة أخرى إلى دائرة الأحداث ويفرض عليها سياق "المواجهة المحتملة"، خاصةً أنه لا يمكن قراءة هذا التطور بمعزل عن الحراك الشعبي الذي شهدته السويداء في مطلع شباط 2022 بسبب سوء الأحوال المعيشية وغياب الخدمات لا سيما بعد قرار رفع "الدعم الحكومي" عن عدد كبير من العوائل في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام النظام.
يحاول تقدير الموقف التالي، تفكيك المشهد الأمني في المحافظة مستعرضاً مواقف وسياسات الفاعلين وتحولاتهم، موضحاً الاتجاهات المستقبلية المحتملة للمشهد العام في السويداء.
منذ 2018 ومحافظة السويداء تتعرض لسلسلة من الأحداث الأمنية المتتالية؛ كانت بدايتها هجوم " عناصر من تنظيم الدولة" على الريف الشرقي للمحافظة،[1] والذي تزامن مع فشل النظام في تجنيد أبناء المحافظة في معركته ضد فصائل المعارضة في درعا [2]، وأتى هذا الهجوم بعيد نقل عناصر التنظيم من جنوب دمشق إلى منطقة الأشرفية والعورة التي تبعد أقل من 10 كم عن السويداء في أيار 2018 بناء على تسوية بين التنظيم ونظام الأسد[3]؛ ومنذ ذلك الحين، باتت حركة تشكيل "عصابات مسلحة محلية" هي الحركة الأكثر وضوحاً نظراً لتسيدها مشهد الأحداث الأمنية لتزداد خارطة الفاعلين تشابكاً لا سيما بعد ظهور مؤشرات داعمة لـ"تبعية"جل هذه العصابات ( والتي بلغ عددها 36 عصابة) لشعبة المخابرات العسكرية ولحزب الله وايران، ( انظر الملحق رقم 1).
وبتتبع سياق الأحداث الأمنية عموماً بالمحافظة فإنه يمكن إدراجها ضمن أربعة مستويات:
- "إثارة التوتر بين درعا والسويداء": إذ تم افتعال معركتين بين الفيلق الخامس في مدينة بصرى وبين فصائل محلية في بلدة القريا( آذار وأيلول/ 2020) وبرز الدور الروسي كوسيط "لإعادة الاستقرار" بين أهالي المحافظتين.[4]
- "تغذية سردية الفوضى"، إذ شكلت العديد من الأحداث دلالة وازنة لتنامي مؤشر الفوضى وتداخل الشبكات المسلحة كاشتباكات التي حصلت في 12/10/2020؛[5] و 1/12/2021؛[6] و21 كانون الأول 2021؛[7]
- "خلافات بينية" كالاشتباكات بين أهالي السويداء والعشائر البدوية في المحافظة، وهي أكثر الأحداث حساسية كونها تُشكل نواة لخلاف داخلي مستمر بين مكونات مدينة السويداء كما حدث في أيلول 2021[8].
- "الانتفاع المالي" للعصابات الأمنية المدعومة من النظام مثل: السرقات لبعض المؤسسات والمدارس (100 مدرسة خلال 2021)[9]؛ والخطف إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي 500 شخص تعرّضوا للخطف بغرض الفدية بين عامَي 2018-2022 بمعدل 10حالات شهرياً،[10] بينما تشير مواقع أعلامية محلية إلى وصول المعدل شهرياً إلى 35 تقريباً[11]، وانتشار تجارة المخدرات ضمن المحافظة أو عن طريقها باتجاه الأردن.[12]
تدلل مستويات الأحداث الأمنية أعلاه حول تجهيز ودفع النظام للبيئة المحلية في السويداء (ذات البنية الديمغرافية الخاصة) باتجاه تشكيل مسرح خصب لتضخيم دور "الدولة الضامنة للتوازن المحلي"، وتمهيداً لجعل سلوك النظام "مطلباً" لتحقيق الاستقرار الأمني في المحافظة، ومن المؤشرات الدالة تصريح محافظ السويداء نمير مخلوف ( من تشرين الثاني 2021 حتى تموز 2022) أن من أولويات مهامه هي "تأديب السويداء". [13]
منذ فشل هجوم "تنظيم الدولة" على السويداء عام 2018، وما أفرززه من رسائل مرتبطة بتوحد كافة القوى والمجموعات المحلية في السويداء ضد "الخطر الخارجي"، أدرك النظام وحليفه الإيراني أن حالة التوحد التي أبدتها المحافظة تحتاج لتدخلٍ نوعي يعيد خلط الأوراق ويحرف بوصلة تلك المجموعات التي كانت بكليتها تنادي بقضايا مرتبطة بصيانة "الأرض والعرض"[14]، فأوكل مهمة "الضبط الأمني في المحافظة" لمعاون شعبة المخابرات العسكرية آنذاك اللواء كفاح ملحم (أضحى رئيسها في آذار 2019).[15] والذي عمل على استثمار للخلافات البينية فشجع بعضهم للانشقاق عن الحركة ودعم بعضهم باتجاه تشكيل عصابات محلية لها صلاحيات واسعة واستقلالية مالية،[16] وتشير المصادر المحلية أن مضمون الاتفاق الذي أجراه الملحم مع تلك المجموعات يقوم على "اطلاق الصلاحيات وتولي مهمة التسويات لجل المطلوبين أمنياً وضمهم لمجموعاتهم مقابل عدم المساس بأجهزة الدولة لا سيما الأفرع الأمنية" التي كان الحراك الشعبي يحاصرها خلال المظاهرات، وبعد هذا الاتفاق خفت محاولات خطف ضباط الأمن أو محاصرة أفرع المخابرات في المحافظة.[17]
بالتزامن مع هذا الاتفاق، وارتباطاً مع "ضرورة إعادة التموضع" بات الدور الإيراني ينمو رويداً رويداً في المحافظة، لا سيما بعد اتفاق المجموعات المحلية في 25/12/2018 بتشكيل قوة موحدة سميت "الشريان الأوحد" والذي أوضح في بيان تشكيله سياسته في ضبط الأمن ومعارضته للنظام ،[18] وفي سبيل تفكيكها جرت سلسلة من العمليات الأمنية التي قامت باغتيال بعض رموز تلك القوة (كوسام العيد القيادي في قوات شيخ الكرامة) على أيدي عصابات محسوبة على طهران،[19] إضافة لدعم وتشكيل عصابات قادرة على موجهة "الشريان الاوحد" كفصيل قوات المقداد و"المقاومة الشعبية" وغيرهما وتعظيم صلاحياتهم تسهيل حركتهم بسورية رغم أنهم مدرجين على قوائم المطلوبين للنظام.[20]
واستمراراً لسياسة "إنهاء عوامل الفعل الموحد" للفصائل المحلية؛ دعمت طهران بعيد اتفاق التسوية بين النظام والمجموعات المحلية بواسطة مشايخ العقل والذي يفترض أنه سيفضي لإخراج تلك المجموعات خارج سورية ( لبنان أو تركيا)، تشكيل قوات الفجر وعملت على تسويق الفلحوط إعلامياً وتصديره كزعيم محلي، وأطلقت صلاحيات القوات بالمحافظة متضمنة صلاحيات الضابطة العدلية، فأحدثوا "رعباً محلياً"،[21] ففي آب 2021 قامت هذه القوات بقصف فرع المخابرات العامة بقذائف الهاون بسبب اعتقالهم أحد المقربين من الفلحوط، وفي نيسان 2022 اعتقلوا قائد شرطة المحافظة ورئيس فرع الأمن الجنائي أثناء ذهابهم إلى دمشق ليضغطوا على إدارة المخابرات العامة ( أمن الدولة) لإخراج أحد المسجونين المحسوب على قوات الفجر. [22]
وكدلالة واضحة لأهمية المحافظة جيوسياسياً بالنسبة لطهران؛ قامت عصابات الفلحوط وغيرها من العصابات المدعومة أيرانياً باغتيال قائد فرقة المهام الخاصة في قوة مكافحة الإرهاب التابعة لحزب اللواء السوري (حزب محلي)، وذلك رداً على اتفاقات الحزب مع عشائر البدو لمواجهة "مشروع ضرب السلم الأهلي"، والذي تزامن مع تزايد مؤشرات التنسيق بين قوة مكافحة الإرهاب وقاعدة التنف في إطار مواجهة المشروع الايراني وملاحقة شبكات الاتجار بالمخدرات التي تستخدم المحافظة كجغرافية للانتاج والتجميع والتخزين وكطريق للتهريب للأردن.[23]
تحولٌ نوعيٌّ في خارطة الفواعل المحلية
تعددت المرجعيات سياسياً وعسكرياً في محافظة السويداء، وتباينت مواقفها تزامناً مع تعدد مستويات التنافس والصراع، فمنها ما يأخذ شكل التنافس بين الأجهزة الأمنية ومنها ما تبلور بصراع بين ميليشيات مدعومة من شعبة المخابرات العسكرية بدمشق وفصائل محلية لاتتبع للنظام، وفي أتون تلك المستويات حاولت موسكو استيعاب الميليشيات المحلية في فيلق خاص يشكل في المحافظة على غرار الفيلق الخامس في درعا إلا أن "رجال الكرامة" رفضت هذا المقترح. [24]
وما يميز التوترات الأمنية الأخيرة التي تسببت بها عصابة راجي فلحوط بعد خطفها لعدة شباب من السويداء في نهاية تموز 2022، بأنها شكلت دفعاً محلياً باتجاه أخذ قرار المواجهة النوعية والمباشرة، إذ وحدت تلك الأحداث جل القوى والفصائل المحلية، ولم يكن قرار المواجهة متعلق بعصابة حركة الفجر وحدها بل امتد إلى شعبة المخابرات العسكرية، حيث خطفت تلك المجموعات ( التي اشترك فيها إلى جانب حركة رجال الكرامة مقاتلين محليين ) ضُباطاً يتبعون للإدارة، وتزامنت عملية الخطف هذه مع إعلان الزعيم الروحي لطائفة الدروز حكمت الهجري النفير العام في المدنية ضد ميليشيا الفلحوط.[25]
لقد شكلت هذه الحالة تحولاً مهماً في خارطة الفاعلين التي كانت تقتصر على فصائل محلية وعصابات مدعومة من الأجهزة الأمنية لتصبح جبهة محلية قوامها فصائل ومجاميع قوى وعناصر محلية بمواجهة تلك العصابات ؛ فالتظافر المحلي العام ضد جرائم الخطف والعبث بمعادلات الأمن في السويداء شكل أيضاًحافزاً لمشيخة العقل بأخذ دور رئيسي في المواجهة لاستشعارهم ضرورة انخراط كل القوى المحلية في مواجهة حركة الفجر ومن يقف خلفها من جهة، ولإعادة ضبط الواقع الأمني في المحافظة من جهة ثانية.
كما رافق هذا التحول مؤشرات إنضباطٍ وتنظيم في حركة وأهداف المجموعات المحلية، والتي حرصت على عدم سيولة الصراع ومركزته، فكانت الحركة موجهة لحواجز حركة الفجر ومنزل الفلحوط في بلدة عتيل، إذ سد هذا "الانضباط" الطريق على أجهزة النظام التي كانت تطمح لفرض نفسها "الأداة الأكثر نجاعة" لضبط التوتر وإنهاء حالة الفوضى الأمنية. ورغم أهمية الرسائل التي حملتها المواجهة المحلية من حرصها على ضبط الأمن محلياً ومحاسبة النظام عبر ضرب أذرعه وعصاباته، إلا أن هذا لا يشكل اتجاهاً صاداً لسياسات تصعيد ومواجهة محتملة من قبل النظام، ويرتبط بقدرة هذا التظافر على تحوله إلى فعل مستدام، خاصة عبر زيادة مؤشرات انخراط منظمات المجتمع المدني والأهلي، إذ ستشكل المطالب المقدمة باسم أهالي السويداء إلى الوفد الروسي إطاراً داعماً لزيادة مستوى التنسيق بين كافة الفواعل المحلية من جهة، وعاملاً مهماً في مواجهة "العبث الإيراني".[26]
لا شك أن للسويداء دلالات نوعية لصانع القرار في النظام، فهي من جهة أولى منطقة حدودية ورئيسية في حركة شبكات التهريب، ناهيك عن قربها من مخيم الركبان وقاعدة التنف الأمريكية؛ ومن جهة ثانية، فإن سيناريو تشكل جيب جنوبي معارض لا يزال مرتبطاً بفصل مسار حركة السويداء عن درعا ؛ ومن جهة ثالثة فإن "دروز السويداء" ومايمتلكونه من امتداد إقليمي في فلسطين ولبنان ناهيك عن خصوصية ملف الأقليات التي لطالما سوّق النظام بأنه " الضامن لحمايتها قد شكل دافعاً سياسياً لانتهاج النظام منهجية نوعية في التعامل مع حراك السويداء، تقوم على عنصرين رئيسين: الاستيعاب والمضي بهندسة شبكات العبث بمعادلات السلم الأهلي عبر توظيف كافة الأدوات لخلق التوتر الأمني محليّا، وصولاً – كما يطمح النظام- لجعل " تدخل الدولة" ضرورة ومطلباً محلياً. وتستند تلك المنهجية على ضرورة إبقاء العلاقة الجيدة مع المشيخة تارة، وعلى تغييرات للمحافظين وبعض رؤوساء أفرع الأمن تارة أخرى، إضافة إلى منح المحافظة امتيازات نوعية كعدم المطالبة بالتحاق الشباب "بالخدمة العسكرية الإلزامية" والتي تشير التقديرات المحلية بأن عددهم يقارب 22500 شاب.[27] فيما تؤكد تقديرات أخرى أنه يصل لحدود 65000 إذا ماشمل "الفارين" والمطلوبين "للخدمة الاحتياطية".
وأمام حالة التظافر المحلي التي أبدتها المحافظة ( مشيخة – مواطنين – فصائل محلية)، فإن النظام وحلفائه أمام جملة من الخيارات المحتملة الصادة لهذه الحالة، يمكن إبراز أهمها:
- زيادة مؤشرات الانفلات الامني من خلال تدعيم العصابات: ففي حين لاتخدم الظروف الراهنة فكرة تدخل النظام العسكري والقيام بعملية أمنية شاملة؛ فإن استمرار سياسة العبث ستبقى مستمرة، سواء عبر تكثيف حالات الاغتيال والخطف أو زيادة معدلات دعم الأجهزة الأمنية للعصابات المحلية، وكل ذلك تمهيداً للتدخل العسكري.
- اتفاق تسوية: حرصت موسكو بعد محاولتها ضم المحافظة لمناطق خفض التصعيد في 2017 على إجراء تسويات نوعية في المحافظة، ساهمت بنهاية المطاف بالعفو عن أشخاص مطلوبين لأحكام جنائية انضموا لاحقاً لعصابات مدعومة من النظام. إلا أنه وأمام هذا التحول في نوعية الصراع المحلي وفواعله فإن التسوية المتوقعة دخول الشرطة العسكرية الروسية مقابل الضبط الأمني وتسوية الخلافات يرافقه جملة من التغييرات لمناصب أمنية وإدارية.
- مناخات تفاوض حرجة، قد يلجأ النظام (مباشرة أو من خلال حلفائه) إلى المفاوضات مع القوى المحلية، لكنه سيحرص على أن تكون مفاوضات تحت الضغط، وتتمثل أبرز الأدوات الضغط المتوقعة بالأداة الإقتصادية، فالشريان التجاري الأساسي للمحافظة هو طريق دمشق السويداء، وأي قطع لهذا الطريق قد يؤدي إلى زيادة تدهور الوضع الاقتصادي لسكان المحافظة، وسيساهم في تحسين شروط النظام، ومن مؤشرات هذا الأمر، أنه وإضافة إلى الحواجز الرئيسية، في مناطق: شهبا، والمسمية، والعادلية، وقصر المؤتمرات تعكف الفرقة الرابعة منذ 18/7/2022 على إنشاء "معبر براق" على طريق السويداء –دمشق. [28]
قد لا يحاول النظام فرض حلاً صفرياً في الوقت الراهن أو المنظور في محافظة السويداء كما فعل في تجاربه العسكرية بالمدن الأخرى، إنما قد يذهب باتجاه المضي بالاستثمار في أدوات الخلل الأمني في المحافظة ريثما يستطيع تفكيك حالة التظافر التي شهدها الحراك الأخير عبر فك ارتباط هذه الجماعات بشيوخ الطائفة الدرزية أو المضي بزيادة مؤشرات الفوضى الأمنية، كما ستسمر طهران في تنفيذ إعادة تموضعها في عموم سورية فرصة إيرانية لملء الفراغ وتطويع المحافظة بما ينسجم مع تموضعها الامني الجديد. إذ تنطلق المقاربة الايرانية في تعاطيها مع حراك السويداء من التحكم بمسارات السويداء الأمنية عبر شبكات موالية تسهل حركتها وأنشطتها لا سيما بعد اتفاق الجنوب الذي أفضى بخروجها من المنطقة الجنوبية.
إلا أن خيارات القوى الوطنية لاتزال تمتلك هامشاً واسعاً يتمثل بمحافظة الحراك الشعبي على سردية فصل مؤسسات الدولة عن سلوك الأفرع الأمنية ومؤسساته من جهة، وتعزيز أدوات المجتمع المدني في تمتين الجبهة المحلية وتمتين حالة التظافر ومتطلبات التفاوض الناجع. والتمسك بخيارات المصالحة المجتمعية ومشروع القوى الوطنية المتمسك بأن "الحل في السويداء مرتبط بالحل الشامل للمسألة السورية".
ملحق : خارطة العصابات المحلية في السويداء
خريطة توزع العصابات في السويداء
- جدول المعلومات العامة حول " العصابات المحلية:
الاسم |
القائد |
مكان الانتشار |
الارتباط الأمني |
التبعية |
العدد التقريبي |
نشاطات إجرامية |
حركة قوات الفجر |
راجي فلحوط |
محافظة السويداء (عتيل _ سليم) |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (مباشر) |
120 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
ناصر السعدي |
ناصر السعدي |
منطقة صلخد |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (مباشر) |
65 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
محمد الحسين |
محمد الحسين |
بلدة الطيبة |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (غير مباشر) |
35 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
فداء العنداري |
فداء العنداري |
بلدة الطيبة |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (غير مباشر) |
30 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
قوات الفهد |
سليم حميد |
بلدة القنوات |
شعبة المخابرات العسكرية |
روسيا (مباشر) |
50 |
خطف، قتل |
قوات سيف الحق |
معتز/رامي/مهند مزهر |
مدينة السويداء |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (مباشر) |
70 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
بيرق الفهد |
مهران عبيد / أيهم شقير |
منطقة صلخد |
مكتب أمن الفرقة الرابعة |
إيران (مباشر) |
50 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
معين العبدالله |
معين العبدالله |
مدينة السويداء |
المخابرات الجوية |
لا يوجد |
30 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
ربيع الخطيب |
ربيع الخطيب |
مدينة شهبا |
المخابرات الجوية |
لا يوجد |
30 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
كتائب المقداد |
أنور العقباني |
الريف الغربي (المزرعة) |
شعبة المخابرات العسكرية |
روسيا (مباشر) |
65 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
علاء الحرفوش |
علاء الحرفوش |
مدينة شهبا |
المخابرات الجوية |
لا يوجد |
30 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
عماد شرّوف |
عماد شرّوف |
مدينة السويداء |
حزب الله اللبناني |
إيران (غير مباشر) |
25 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
نافذ أسد الله |
يعرب عصام زهر الدين |
محافظة السويداء |
حزب الله اللبناني |
إيران (مباشر) |
100 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
فارس صيموعة |
فارس صيموعة |
منطقة صلخد (عرمان) |
حزب الله اللبناني |
إيران (مباشر) |
35 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
أيمن زهر الدين |
أيمن زهر الدين |
بلدة الكفر |
حزب الله اللبناني |
إيران (غير مباشر) |
25 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
نهاد المؤيد |
نهاد المؤيد |
مدينة السويداء |
حزب الله اللبناني |
إيران (غير مباشر) |
25 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
بيرق عز الجبل |
نبيه أبو ترابي |
مدينة السويداء |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (غير مباشر) |
30 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
صقور السويداء |
بهاء القنطار |
مدينة السويداء |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (غير مباشر) |
35 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
قوات الحق |
مهند جودية |
مدينة السويداء |
المخابرات الجوية |
لا يوجد |
35 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
غالب ملّالك |
غالب ملّاك |
مدينة السويداء |
المخابرات الجوية |
لا يوجد |
15 |
خطف ، قتل |
درع الشرق |
معين الشاعر |
الريف الشرقي |
فرع الأمن العسكري |
لا يوجد |
35 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
نبيه قرضاب |
نبيه قرضاب |
مدينة السويداء |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
25 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
علاء اشتي |
علاء اشتي |
السويداء (مصاد) |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
65 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
جلاميد عرمان |
عباس أبو شاهين |
الريف الشرقي (عرمان) |
فرع الامن العسكري |
إيران (غير مباشر) |
40 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
جهاد جربوع |
جهاد جربوع |
مدينة السويداء |
فرع أمن الدولة |
لا يوجد |
40 |
خطف ، قتل ، ارهاب |
يوسف الباشا |
يوسف الباشا |
مدينة السويداء |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
25 |
خطف ، قتل ، تهريب، ارهاب |
خالد أبو منذر |
خالد أبو منذر |
مدينة السويداء |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
40 |
خطف ، قتل ، تهريب |
صقر أبو عسلي |
صقر أبو عسلي |
مدينة السويداء |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
30 |
خطف ، قتل ، تهريب |
أسياج الجبل |
فداء عزام |
مدينة السويداء |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
25 |
خطف ، قتل ، تهريب |
رشوان الشاعر |
رشوان الشاعر |
بلدة الكفر |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
35 |
خطف ، قتل ، تهريب |
الغيارى |
عاهد سعيد |
محافظة السويداء |
حزب الله اللبناني |
إيران (مباشر) |
50 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
المقاومة الشعبية |
خالد النمور _ مجدي نعيم |
محافظة السويداء |
حزب الله اللبناني |
إيران (مباشر) |
غير معروف |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
وسام الطويل |
وسام الطويل |
مدينة شهبا |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
30 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
عريقة |
صفوان عزام |
الريف الغربي |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
50 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
الدور |
أبناء سند الشعراني |
الريف الغربي (الدور) |
شعبة المخابرات العسكرية |
إيران (مباشر) |
30 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
رياض أبو سرحان |
رياض أبو سرحان |
الريف الغربي (لبين) |
فرع الامن العسكري |
لا يوجد |
25 |
خطف، قتل، اغتيالات،صناعة وتهريب واتجار مخدرات |
[1] هاجمت عناصر من تنظيم داعش محافظة السويداء من ثلاث محاور، كان أعنفها في الريف الشرقي للمحافظة مما أدى إلى مقتل حوالي 250 شخص ووقوع 35 حالة خطف لأطفال ونساء من محافظة السويداء من قبل عناصر التنظيم، للمزيد أنظر: المرصد السوري: تنظيم "الدولة الإسلامية" خطف 36 سيدة وطفلا خلال هجوم السويداء، المرصد السوري لحقوق الانسان، 31/7/2018، الرابط: https://2u.pw/IOGao
[2] بخصوص التصعيد في درعا.. رجال الكرامة في السويداء تتخذ موقف الحياد، شبكة شام،21/7/ 2018 https://bit.ly/3d7P7vr
[3] النظام ينقل عناصر "داعش" من جنوب دمشق إلى السويداء (فيديو) ، أورينت، 22/5/2018، الرابط: https://2u.pw/S7iMI
[4] للاطلاع على المعركتين أنظر: اشتباكات بين “الفيلق الخامس” و”الكرامة” توقع قتلى في السويداء، السوية نت،29/9/ 2020 https://bit.ly/3oUe3Jo
[5] - اشتباكات بين مجموعة محلية وعناصر من نظام الأسد في السويداء، موقع زيتون، 12/10/2020، الرابط: https://2u.pw/bmhnE
[6] - محافظة السويداء.. اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية ومجموعات محلية مسلحة، موقع السوري، 1/12/2021، الرابط: https://2u.pw/Sic6u
[7] - السويداء.. قتيل في اشتباكات بين فصائل محلية وقوى الأمن، عنب بلدي، 21/12/2021، الرابط: https://2u.pw/OKLOl
[8] - لطفي توفيق: " بوادر فتنة في محافظة السويداء.. والأهالي يواجهونها بحزم"، صحيفة السوري، 1/12/ 2021 https://bit.ly/3oTYwcI
[9] - ريان محمد: " سرقة 100 مدرسة في السويداء خلال 2021"، العربي الجديد، 24/12/2021، الرابط: https://2u.pw/Pe8JK
[10] - ياسر الزيات: " الخطف للفدية: العصابات تهدّد السلم الأهلي في السويداء"، معهد الجامعة الاوروبية، 7/3/2022، الرابط: https://2u.pw/E4mLY
[11] للمزيد انظر صفحة السويداء 24 والتي تفند في حالات الخطف شهرياً، الرابط: https://2u.pw/kTiKp
[12] - قرى في السويداء ضحية تجارة المخدرات والنزوح يهدد أهلها، عنب بلدي، 12/12/2021، الرابط: https://2u.pw/0KpBB
[13] - في تسجيل صوتي مســرب.. محافظ السويداء نمير مخلوف يتــوعد الأهالي لاستعادة "هيبة الدولة"، انظر الرابط: https://2u.pw/1qsQg
[14] - استخدم هذا الشعار بشكل جلي إبان تصدي الفصائل كافة لخطر داعش في تموز 2018 ، للمزيد انظر: نور ضاهر: "السويداء.. تحت حكم الأسد أم تحت حكم الفصائل؟" ، مجلة صوّر، 15/11/2021، الرابط: https://2u.pw/UI3Z1
[15] - هل تحاك فتنة جديدة للسويداء .. فوضى واغتيالات .!، السويداء 24، 14/8/2019، الرابط: https://2u.pw/iX9d3
[16] - سلامة خليل: "السويداء: مقاربات أمنية جديدة أم تكريس للوضع القائم؟"، ليفانت، 8/6/2021، الرابط: https://2u.pw/PWGRyv
[17] - اتصال هاتفي مع منسق مركز عمران في محافظة السويداء 6/8/2022. تم فيه الإحاطة بالواقع الأمني ومدلولاته.
[18] - فصائل السويداء تتحد في شريان واحد وترفض الخدمة العسكرية، زيتون، 27/12/2018، الرابط: https://2u.pw/lDWeu
[19] - نورس عزيز:" خيانة داخلية وأيادٍ إيرانية.. ملابسات مقتل "العيد" في السويداء"، تلفزيون سوريا، 19/5/2019، الرابط: https://2u.pw/HuvvO
[20] اتصال هاتفي مع منسق مركز عمران في محافظة السويداء ، مرجع سابق.
[21] - مجموعة تركيز عقدها مركز عمران مع مجموعة من الناشطين وممثلي منظمات المجتمع المدني في السويداء بتاريخ 02/01/2022
[22] السويداء: خطف رئيس فرع الأمن الجنائي وقائد الشرطة، المدن 25/6/2022، الرابط: https://2u.pw/TkkTP
[23] - انظر بيانات حزب اللواء السوري في هذا الخصوص على الروابط التالية: https://2u.pw/we86W ، https://2u.pw/I7dyx
[24] - السويداء.. ما هو المقترح الروسي الذي رفضه "رجال الكرامة"؟، تلفزيون سوريا، 13/8/2018، الرابط: https://2u.pw/oFbR2
[25] - إعلان النفير العام مواقع للنظام السوري تسقط أمام أهالي السويداء والساعات القادمة “حاسمة”، سوشال، 26/7/2022، الرابط: https://2u.pw/O0wEi
[26] - قدم ليث البلعوس نجل مؤسس “حركة رجال الكرامة” في السويداء، ثمانية مطالب للوفد الروسي خلال اجتماعهما، وحسب مصدر خاص في السويداء لـ”السورية. نت” فإن الاجتماع حضره ممثل عن “حزب اللواء السوري” وشخصيات دينية واجتماعية وممثل عن الشيخ حكمت الهجري. للاطلاع على هذه المطالب أنظر: مصدر لـ”السورية نت” يكشف تقديم البلعوس 8 مطالب للوفد الروسي بالسويداء
[27] - شبكة محلية تكشف عن أعداد المتخلفين في السويداء، زمان الوصل، 8/2/2021، الرابط: https://2u.pw/svOoH
[28] - حاجز جديد على مدخل السويداء: “معبر” لدولة الفرقة الرابعة ؟، السويداء 24، 18/7/2022، الرابط: https://2u.pw/G0IPn