التقارير

ملخص

دخلت الثورة السورية خلال شهر آذار/ مارس عامها الثالث عشر مع تعثر سياسي وفواعل محلية تحاول ترسيخ وجودها ومحاولات عربية مستمرة للتقارب مع النظام، تقابلها دعوات غربية وأمريكية لرفض التطبيع واستمرار العقوبات على أركان النظام. على الصعيد السياسي، تلقى الأسد دعوة من مملكة البحرين للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها خلال شهر أيار/ مايو المقبل، فيما تستمر جهود المبعوث الدولي لعقد جولة تاسعة من اجتماعات اللجنة السورية وسط خلاف بين النظام والمعارضة حول الدولة المستضيفة للاجتماعات. على الصعيد الأمني، لاتزال حرب غزة تلقي بظلالها على المشهد الأمني في سورية، إذ شهد الشهر تصعيداً أمنياً غير مسبوق منذ توقف العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، ففي إدلب شن الطيران الروسي غارات جوية استهدفت الريف، كما استهدفت مدفعية النظام قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الغربي، وقد ارتفعت وتيرة ونوعية استخدام قوات النظام للطيران المسير الانتحاري في استهداف أهداف مدنية وعسكرية، في حين نفذت "هيئة تحرير الشام" عمليات تسلسل وقصف مدفعي وصاروخي على محاور ريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي وإدلب الجنوبي. وفي شرق سورية، ازدادت وتيرة هجمات تنظيم "داعش" في ظل عدم نجاعة عمليات "قسد" الأمنية في مكافحة التنظيم. على المستوى الاقتصادي لم ينعكس تحسن سعر صرف الليرة السورية بشكل إيجابي على أسعار السلع الأساسية التي واصلت الارتفاع. فيما وافق البنك المركزي الإيراني على إنشاء بنك سوري- إيراني مشترك في خطوة من شأنها تعزيز السيطرة الإيرانية على الاقتصاد السوري.

الثورة السورية في عامها الثالث عشر: بين تحديات مواقف الدول وتعثر الحل السياسي

دخلت الثورة السورية عامها ال 13 مع استمرار محاولات تقارب عربية مع النظام مقابل مواقف غربية مناهضة للتطبيع، وتعثر مستمر لمسار الحل السياسي. حيث جددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك مواقفها الرافضة للتطبيع مع الأسد، وشددت على استمرار العقوبات ورفض البدء بخطوات إعادة الإعمار قبل إنجاز الحل السياسي.

على الصعيد العربي، تلقى الأسد دعوة للمشاركة في القمة العربية التي ستقام في العاصمة البحرينية، المنامة في 16 أيار/ مايو المقبل. كما أجرى فيصل المقداد وزير خارجية النظام اجتماعات مع وزراء خارجية مصر ولبنان والإمارات وتونس، على هامش انعقاد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. في حين بحث المقداد مع وزير الخارجية السعودي جهود عقد الاجتماع الثاني للجنة الاتصال العربية التي علقت أعمالها منذ آب 2023 لأسباب لم يتم الإعلان عنها. وعلى الرغم من إعادته إلى الجامعة العربية خلال قمة جدة 2023 وتبادل السفراء مع عدة دول عربية لا سيما المملكة العربية السعودية، لا يبدو الأسد راغباً بتقديم أية تنازلات حقيقية من شأنها الدفع قدماً نحو الحل السياسي وإيقاف التهديدات الأمنية النابعة من الجغرافية السورية.

من جهة أخرى، أعلنت هيئة التفاوض السورية التابعة للمعارضة موافقتها على دعوة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون لاستئناف مسار اللجنة الدستورية والمشاركة في الجولة التاسعة المقرر انعقادها في نيسان/ أبريل المقبل، إلا أن الخلافات ماتزال مستمرة حول مكان انعقاد اجتماعات اللجنة، حيث رفضت روسيا والنظام عقد الاجتماعات في جنيف وكينيا، ورفضت المعارضة عقدها في العاصمة العراقية بغداد، مبدية رغبتها بعقد الاجتماعات في العاصمة السعودية الرياض. وتعكس هذه الخلافات عدم تعويل مختلف الأطراف على نتائج اللجنة الدستورية، كما تظهر عدم جدية النظام في الانخراط بمسار الحل السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة ومحاولاته المستمرة للتهرب من الاستحقاقات المترتبة عليه من خلال اللعب على الوقت والإغراق بالتفاصيل وتفريغ القرارات الدولية من محتواها.

على الصعيد الداخلي، تشهد إدلب تحركاً شعبياً ومظاهرات مدنية تطالب بإصلاحات على المستويات الأمنية والإدارية والخدمية والإفراج عن المعتقلين، وذلك بعد موجة اعتقالات على خلفية ما بات يُعرف بـقضية "العملاء" ضمن صفوف "هيئة تحرير الشام" ومقتل أحد المعتقلين تحت التعذيب داخل سجون جهاز الأمن العام التابع للهيئة. وتحاول الهيئة إدارة الأزمة واحتواءها عبر اصدار العديد من القرارات منها الإعلان عن عفو عام عن المعتقلين، وإجراء إصلاحات في جهاز الأمن العام، وتوسيع التمثيل الشعبي من خلال تشكيل مجلس استشاري والدعوة لانتخابات مجلس الشورى وتفعيل دور المجالس المحلية. وتشكل هذه الاحتجاجات اختباراً حقيقياً لقدرة هيئة تحرير الشام على احتواء الغضب الشعبي وتعزيز شرعيتها المحلية.

وفي سياق سعيها المستمر لتعزيز شرعيتها أعلنت "الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا" عن البدء بالتحضير لإجراء انتخابات محلية، حيث صادق "مجلس الشعوب الديمقراطي" التابع لها على قانون "المفوضية العليا للانتخابات". وتسعى الإدارة عبر هذه الخطوة إلى طرح نفسها كفاعل شرعي وممثل حقيقي لسكان شمال وشرق سورية، إلا أن إجراء الانتخابات يتطلب وجود نظام رقابة وقضاء مستقلاً ونزيهاً، وهو ما لا تملكه الإدارة في الوقت الراهن، إلى جانب الشفافية المفقودة في مؤسساتها، ناهيك عن مقاطعة شريحة واسعة من الكيانات السياسية للعمل تحت مظلة الإدارة الذاتية، مما يجعل هذه الانتخابات إجراءً شكلياً تسعى الإدارة من خلاله للهروب من الاستحقاقات الأمنية والسياسية والضغوط الشعبية المطالبة بتغير حقيقي في بنيتها، لا سيما بعد زيادة نسب الفساد والمحسوبية وطغيان الأيدولوجيا في مؤسساتها، إضافة إلى المطالبات المستمرة بفك ارتباط الإدارة بحزب العمال الكردستاني.

زيادة التوترات الأمنية: تداعيات الحرب في غزة وتصاعد العنف في الداخل

لاتزال حرب غزة تلقي بظلالها على المشهد الأمني في سورية، حيث شن الطيران الإسرائيلي عدة ضربات جوية على أهداف إيرانية بهدف اغتيال أشخاص محددين أبرزهم المستشار في "الحرس الثوري الإيراني" رضا زراعي في بانياس إلى جانب عنصرين من مقاتلي "حزب الله" اللبناني، أو بهدف ضرب شحنات أسلحة ومستودعات تخزين، كتلك التي استهدفت مقار عسكرية ومستودعات ذخيرة في مدينة يبرود قرب الحدود اللبنانية. كما قصفت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية مواقع في درعا والقنيطرة تستخدمها ميليشيات إيرانية منطلقاً لاستهداف الجولان المحتل، وقد ردَّت الأخيرة بالطيران المسير على مواقع إسرائيلية في الجولان وحيفا انطلاقاً من الأراضي السورية. فيما لم تتوقَّف الضربات الأمريكية للميليشيات الإيرانية في دير الزور وريفها، حيث أدت إحداها لإصابة الحاج عسكر القيادي في الحرس الثوري الإيراني. وتؤكد هذه الهجمات المتبادلة على اتخاذ الأطراف الفاعلة الإقليمية والدولية من سورية قاعدة لتصفية الحسابات وصراع النفوذ مما يرجح استمرار تدهور الواقع الأمني السوري في ظل المواجهة والتنافس المستمر بين هذه القوى.

في الجنوب السوري، لاتزال المنطقة مسرحاً للفوضى الأمنية وعمليات الاغتيال المتبادل، إذ شهدت محافظة درعا مقتل عدد من ضباط وعناصر قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة له جراء استهدافهم بالعبوات الناسفة وإطلاق النار في نوى والفقيع والمسيفرة ودرعا البلد وخربة غزالة. في المقابل، قُتل 7 أشخاص برصاص مجهولين في حي طريق السد بمدينة درعا وفي الصنمين شمال المحافظة. من جهة أخرى شنت قوى محلية حملات أمنية ضد مجموعات تتهم بالتبعية لتنظيم "داعش"، كما قتل شاكر الشويعر المتهم بتجارة المخدرات وتهريبها إلى الأردن برصاص فصائل محلية في مدينة صلخد جنوب السويداء. وقد شهد الجنوب السوري عودة استخدام الطائرات المسيرة في عمليات الاغتيال، حيث ألقت طائرة مسيرة قذيفة على منزل أحد القادة العسكريين المحليين في بلدة اليادودة غربي درعا. وترتبط معظم هذه الاغتيالات بديناميات التسوية التي أفرزت طيفاً من الفواعل المحلية: قوات النظام التقليدية، فصائل التسويات التابعة للأجهزة الأمنية، ومجموعات مسلحة تعمل بتجارة المخدرات، إذ تعتبر عمليات الاغتيال إحدى أدوات النظام الأمنية لتصفية المعارضين السابقين ممن انضموا أو لم ينضموا للتسويات.

على مستوى الأجهزة الأمنية، تحدثت العديد من المصادر عن عزم نظام الأسد حل شعبة الأمن السياسي وإدارة الأمن الجنائي والشرطة ودمجها في جهاز جديد يتبع لوزارة الداخلية تحت مسمى "جهاز الأمن العام السوري"، كما يعتزم النظام حل شعبة الاستخبارات العسكرية وإدارة المخابرات الجوية ودمجها في جهاز جديد يحمل اسم "مخابرات الجيش والقوات المسلحة"، وتعتبر هذه التغييرات في الأجهزة الأمنية على شكليتها إحدى مراحل خطة روسية بدأ العمل عليها عام 2019 لتغيير بنية الأفرع الأمنية وتنظيم عملها الاستخباراتي، بهدف إلغاء وجود تشكيلات أمنية منفصلة عن بعضها البعض وموالية لجهات خارجية متعددة. كما تأتي هذه التغييرات كمحاولة روسية لتحجيم النفوذ الإيراني داخل الأجهزة الأمنية.

في إدلب، كثفت "هيئة تحرير الشام" عملياتها العسكرية الخاطفة ضد قوات النظام، حيث نفذت عمليات تسلسل وقصف مدفعي وصاروخي على محاور ريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي وإدلب الجنوبي، تسببت بمقتل وجرح عدد من قوات النظام وتدمير عدد من الآليات واغتنام أخرى. من ناحيتها جددت قوات النظام والطيران الروسي استهداف مناطق في إدلب، إذ شن الطيران الروسي غارات استهدفت الغسانية وبسنقول وعرب سعيد بريف إدلب الغربي، كما استهدفت مدفعية النظام قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي الغربي. وقد ارتفعت وتيرة ونوعية استخدام قوات النظام للطيران المسير الانتحاري في استهداف أهداف مدنية وعسكرية، حيث استهدفت أكثر من عشر طائرات انتحارية مُسيَّرة أطراف مدينة دارة عزة لوحدها.  وتحول الطيران المُسيَّر الانتحاري إلى سلاح تكتيكي يستخدم بشكل شبه يومي بعد أن كان يستخدم بشكل متقطع. ويأتي ذلك في سياق زيادة معدلات حوادث العنف خلال الأشهر السابقة، والتي وصلت لحالة غير مسبوقة منذ تحوُّل الصراع السوري لصراع مجمَّد.

في شرق سورية ازدادت وتيرة هجمات تنظيم داعش في ظل عدم نجاعة نموذج "قسد" في مكافحة التنظيم، حيث تحاول قسد الاحتفاظ بقواعد الاشتباك السابقة معه وتجنب دفعه نحو مزيد من التصعيد في عمق مناطق سيطرتها، لتجنُّب انتقال الفوضى إلى مدن الرقة والحسكة، وقد اقتصر رد فعل قسد على حملات أمنية محدودة كان آخرها حملة أمنية أطلقتها قوات "الأسايش" في بداية شهر آذار استهدفت خلالها خلايا التنظيم في ريف الحسكة الجنوبي وأدت إلى اعتقال 13 عنصراً من التنظيم.

من ناحية أخرى، شهدت سجون قسد في الرقة حالتي استعصاء خلال أيام، حيث نفذ سجناء في سجن الإنشاءات والتعمير في مدينة الرقة عصياناً داخل السجن أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين، كما نفذ عدد من السجناء استعصاءً في سجن الأحداث أسفر عن وقوع قتيل وأكثر من 20 جريحاً، وتشير مصادر محلية أن الاستعصاء داخل سجون قسد يعود لسوء المعاملة والمطالبة بحقوق الموقوفين لا سيما السجون التي تضم عناصر من تنظيم داعش

تحسن سعر صرف الليرة لا يكبح التضخم

شهدت الليرة السورية تحسناً نسبياً في قيمتها مقابل العملات الأجنبية خلال شهر آذار، ويمكن تفسير هذا التحسن من خلال عدة عوامل مترابطة. أولاً، تزايد الحوالات الخارجية بشكل كبير، بنسبة 50%، خلال شهر رمضان مما ساهم في تقليل الضغط على الليرة. ثانياً، انخفاض الطلب على الدولار بسبب تراجع النشاط التجاري الخارجي. ثالثاً، ارتفاع الطلب على الليرة السورية مقابل بيع العملة الأجنبية لشراء احتياجات شهر رمضان المبارك. بالإضافة إلى ذلك، قام النظام السوري بتخفيض سعر تصريف الليرة مقابل دولار الحوالات بمقدار 100 ليرة، في محاولة لتقليص الفجوة السعرية بين السوق الرسمي والسوق الموازي ولتحفيز إدخال العملات الأجنبية عبر القنوات الرسمية. وقد ساهمت هذه العوامل مجتمعة في تحسن قيمة الليرة مؤقتاً، ومع ذلك لا بد من الإشارة إلى أن هذا التحسن مرتبط بالظروف الحالية وغير ناجم عن سياسات نقدية من قبل المصرف المركزي أو تحسين في الإنتاج ورصيد القطع الأجنبي والاحتياطي، ومن المرجح أن تعاود قيمة الليرة الانخفاض مجدداً بعد شهر رمضان.

رغم تحسن سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية، إلا أن أسعار السلع والمواد الأساسية واصلت الارتفاع، وبلغت نسبة الزيادة أكثر من 100% مقارنة بالأسعار خلال رمضان العام الماضي، يشير ذلك إلى انعدام تأثر القدرة الشرائية للسكان بشكل إيجابي على الرغم من تحسن سعر الصرف، ويعود ذلك إلى سياسات النظام، خاصة في مجال رفع أسعار حوامل الطاقة التي أخذت مساراً متتابعاً في الارتفاع على مدد زمنية متقاربة، ما دفع التجار إلى اتباع سياسة التحوط تجاه هذه الارتفاعات. من ناحية أخرى، واصل النظام سياسة تصدير المحاصيل والمنتجات الزراعية بالرغم من الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها الأصناف المصدَّرة إلى خارج البلاد، كما هي الحال مع مواد البطاطا والثوم والبصل وغيرها من المواد الأكثر طلباً من قبل غالبية المواطنين. حيث أصدر النظام قراراً سمح بموجبه بتصدير مختلف المنتجات الزراعية، بصرف النظر عن البلد أو الجهة التي يتم تصدير المنتجات إليها. من جهة أخرى ألزم النظام محلات بيع الحلي والمجوهرات والأحجار الثمينة في دمشق باستخدام آلية الربط الإلكتروني للفواتير المصدرة والربط مع قاعدة البيانات المركزية لـ "الإدارة الضريبية". وتأتي هذه القرارات في سبيل رفد المصرف المركزي بالعملات الأجنبية.

وضمن محاولات إيران المستمرة في الاستحواذ على قطاعات الاقتصاد السوري وموارده، وافق البنك المركزي الإيراني على إنشاء بنك سوري- إيراني مشترك، من شأنه تسهيل التحويلات المالية بين البلدين وزيادة التبادل التجاري. وتزامن تأسيس البنك المشترك مع تصديق ملحق تعديل اتفاقية التجارة الحرة بين حكومة النظام وإيران، والتي تضمنت تخفيض نسبة الرسوم الجمركية المحددة على السلع المتبادلة من 4% لتصبح 0%، ومن شأن هذه الخطوة أن تعمل على زيادة تبادل السلع بين البلدين، وتعزز انتشار السلع الإيرانية في الأسواق السورية.

في محافظة إدلب، أصدرت "حكومة الإنقاذ" قراراً ينص على إلغاء بعض الرسوم بشكل كلي أو جزئي. على تشييد الأبنية السكنية، وفق محددات وشروط. ويعد هذا القرار أحد القرارات الهادفة إلى تقليص مساحة مبررات الاحتجاجات التي اندلعت ضد "هيئة تحرير الشام" خلال الأيام الماضية. من ناحية أخرى تعمل "الإنقاذ" عبر مجموعة من القرارات الصادرة عن وزارة الصحة التابعة لها على تنظيم واقع القطاع الصحي، بشقيه الطبي والدوائي، حيث ألزمت الصيدليات ومحال بيع المواد التي تحمل صفة طبية بإصدار تراخيص لمزاولة المهنة.

وفي ريف حلب، انخفض الإقبال على شراء السلع الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية للسكان، وبلغت نسبة انخفاض المبيعات حوالي 50% مقارنة بشهر رمضان من العام الماضي، وسجلت أسعار الخضار واللحوم ارتفاعاً ملحوظاً، إذ يعود سبب ارتفاع أسعار اللحوم إلى شراء بعض التجار كميات كبيرة من الأغنام على مستوى المنطقة بهدف تهريبها إلى خارج مناطق سيطرة المعارضة. ومن ناحية أخرى، أطلق مستثمرون مشروع بناء مدينة سكنية جديدة مقاومة للزلازل قرب مدينة الراعي شمال حلب تضم حوالي 1500 شقة سكنية.

أما في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، قررت "الإدارة الذاتية" إنهاء العمل بالقرار المتعلق بتصدير ذكور وإناث الأغنام والأبقار بعد ارتفاع أسعار المواشي واللحوم في الأسواق المحلية. فيما رفعت الإدارة أسعار المحروقات دون إصدار قرار رسمي بالتسعيرة الجديدة، حيث ارتفع سعر ليتر البنزين بنسبة 170% من 1700 ليرة إلى 4600 ليرة، مما رسخ أزمة المحروقات في المنطقة، كما ارتفع سعر ربطة الخبز بنسبة 100% ليصبح سعر الربطة الواحدة 1000 ليرة سورية، وارتفعت كذلك رسوم تسجيل المركبات بمختلف أنواعها وفقاً لعام الصنع، وتلقي هذه الزيادات أعباء مالية جديدة على السكان تؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة.

التصنيف التقارير

ملخص عام

يستعرض هذا التقرير أهم الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية في سورية خلال شهر تشرين الثاني، حيث بدا الموقف السياسي لنظام الأسد تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة ملتزماً بالتوجه الإيراني في عدم التصعيد، ومتماشياً مع الموقف الرسمي العربي السائد محاولاً استغلال الحدث لزيادة التفاعل مع المحيط العربي والإقليمي، لكن صدور مذكرة اعتقال فرنسية بحق بشار الأسد ومسؤولين آخرين قد تؤثر سلباً على جهود الأسد لفك عزلته الدبلوماسية، كما قد تفتح هذه القضية مساراً حقوقياً جديداً لملاحقة مجرمي الحرب. على الصعيد الأمني، ألقت الحرب الجارية في غزة بظلالها على الواقع الأمني في سورية، إذ كثفت إسرائيل من ضرباتها الجوية ضد العديد من المواقع العسكرية واللوجستية كان أبرزها مطار ي دمشق وحلب اللذين خرجا عن الخدمة مجدداً، كما ازدادت وتيرة استهداف قواعد الجيش الأمريكي في شرق سورية من قبل المليشيات الموالية لإيران، في حين تستمر الأخيرة في زيادة نفوذها ونقل مليشياتها إلى حدود سورية الجنوبية. على الصعيد الاقتصادي ارتفعت مؤشرات التضخم خلال الربع الأخير من هذا العام بأكثر من 800 %، فيما بدأت حكومة النظام بتصدير محاصيل منطقة الساحل من الحمضيات إلى العراق، في خطوة هي الأولى من نوعها بين البلدين، كما تخطط الحكومة الصينية لتقديم دعم للنظام في مجال الاتصالات والطاقة الشمسية.

ملاحقات قضائية للأسد

هيمنت شارك بشار الأسد في القمة العربية في العاصمة السعودية، الرياض، حيث أدان خلال كلمته العدوان الإسرائيلي على غزة مطالباً بوقف فوري للإجرام ضد الفلسطينيين والسماح بإدخال المساعدات الفورية إلى غزة. بعيداً عن موقف النظام من القضية الفلسطينية، تعكس زيارة الأسد للسعودية ومشاركته في القمة العربية جهود النظام لتعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وفك أجواء العزلة الدبلوماسية التي يعاني منها. وتمثل هذه الخطوة أيضاً محاولة لتحويل الأنظار عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام ولا يزال، مستغلاً العدوان الاسرائيلي على غزة كفرصة لتأكيد سرديته القائمة على المقاومة والممانعة، وتبرير زيادة الإنفاق العسكري في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها.

وعقد الأسد خلال القمة مباحثات ثنائية مع رؤساء العراق ومصر وإيران وموريتانيا مركزاً على الدور العربي المطلوب لوقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ودعم صمود أهل غزة والوقوف ضد سياسة تهجير الشعب الفلسطيني.

وفي معرض التصريحات الإعلامية، حاول النظام البقاء في فلك الإدانات العربية للعدوان ولفتْ الأنظار لوجوده في الساحة الإقليمية، حيث أدان تصريحات مسؤول إسرائيلي حول استخدام السلاح النووي ضد أهالي غزة، وطالب مجلس الأمن بالتحرك العاجل لوضع حد للسياسات العدوانية الإسرائيلية. كما شارك رئيس وزراء حكومة النظام حسين عرنوس في قمة المناخ العالمية التي عُقدت في دولة الإمارات، ما يعكس مساعي النظام واهتمامه بالمشاركة بالمؤتمرات الدولية للعودة إلى المنظومة الدولية وتحسين علاقاته مع الدول التي فرضت عليه عقوبات اقتصادية. وقد سبق مؤتمر المناخ صدور مذكرة اعتقال فرنسية بحق بشار وماهر الأسد ومسؤولين آخرين، وفي حين تفتح القضية المرفوعة ضد الأسد مساراً حقوقياً جديداً لملاحقة مجرمي الحرب، فقد تؤثر هذه المذكرة على جهود الأسد لفك عزلته الدبلوماسية.

فيما يتعلق بقوى المعارضة، فقد ازدادت وتيرة اللقاءات مع مبعوثي الدول وبعض الجهات الدولية، وتم التركيز في الاجتماعات على الجانب الإنساني عبر مطالبات بزيادة الدعم الأوروبي وخاصة لقطاع التعليم. حيث اجتمع رئيس هيئة التفاوض مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، وعقد الائتلاف لقاءً مع وفدٍ من وزارة الخارجية الهولندية في إسطنبول، كما اجتمعت هيئة التفاوض في جنيف مع مبعوثي كُل من الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، هولندا، سويسرا، الاتحاد الأوروبي، تركيا، إيطاليا، الدنمارك، كندا، مصر وقطر، إضافة إلى مبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون.

على صعيد آخر، أصدر بشار الأسد المرسوم التشريعي رقم 36 لعام 2023، القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16 تشرين الثاني 2023، علماً أن هذا المرسوم ليس الأول من نوعه، حيث تأتي هذه المراسيم في سياق محاولة النظام إرضاء الحكومات العربية والغربية التي تطالب بهكذا قرارات، والتأكيد على سردية النظام السياسية في التعاطي مع المبادرات العربية التي تهدف لإيجاد حل للصراع في سورية، في حين تشير الوقائع أن المعارضة لا تستفيد من هذه القرارات حيث لا يزال أكثر من 135 ألف معتقل في سجون النظام تم اعتقالهم خلال الثورة.

تداعيات حرب غزة على الواقع الأمني في سورية

بلغ عدد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع مختلفة في سورية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة نحو 23 ضربة، منها 9 ضربات خلال شهر تشرين الثاني في كل من ريف دمشق ودرعا وحمص، آخرها كان استهداف مطار دمشق الدولي ما أدى لخروجه عن الخدمة بعد إعادته قبل 30 ساعة فقط، فيما سمحت روسيا لطائرات إيرانية قادمة من طهران بالهبوط في قاعدة حميميم العسكرية بعد تعذر وصولها إلى مطاري دمشق وحلب الدوليين. واستهدفت الضربات الإسرائيلية أيضاً منظومات دفاع جوية في مطار المزة العسكري. واستهدف الجيش الأمريكي أهدافاً لميليشيات إيرانية في محافظة دير الزور.

وجاء القصف الإسرائيلي والأمريكي رداً على قصف من ريف درعا لمجهولين نحو الجولان المحتل، إضافة إلى الرغبة في تعطيل حركة المسؤولين الإيرانيين باتجاه سورية، وإرسال رسالة ردع للنظام وإيران عبر الأراضي السورية بعدم الدخول في حرب مع إسرائيل ومساندة حركة حماس في غزة، ورداً على هجمات الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها "المقاومة الإسلامية" التي استهدفت القواعد الأمريكية، 17 مرة خلال شهر تشرين الثاني ومن بين الأهداف: قاعدة التنف وحقل العمر وكونيكو ورميلان والشدادي.

في جنوب سورية، بسطت الميليشيات الإيرانية سيطرتها على مناطق الجنوب السوري المحاذية للحدود مع إسرائيل، كما جرى نقل مقاتلين لميليشيا الحشد الشعبي العراقي وأخرى محلية من دير الزور باتجاه الجبهة الجنوبية، في حركة من شأنها رفع جاهزية إيران في المنطقة إزاء احتمالات توسع الحرب في غزة نحو لبنان وسورية، وشن النظام حملة اعتقالات طالت أربعة ضباط وعناصر من المقرّبين لروسيا في الجنوب، وبهذا يكون الجنوب أصبح خالٍ من الوجود الروسي ليحلّ محله نحو 700 مقاتل من قوات النخبة التابعة لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، ومن شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى استدامة الوجود الإيراني على الحدود مع إسرائيل وتهديدها في أي وقت، والإحاطة بإسرائيل من الجبهة اللبنانية والجبهة السورية، وبالتالي ورقة ردع بيد طهران ضد المجتمع الدولي لانتزاع مكتسبات سواءً في ملف البرنامج النووي أو على صعيد دعمها للأسد وتواجدها في المنطقة.

وفي إطار استغلال روسيا للظرف الدولي في غزة، وسعياً لتحصيل مكاسب ميدانية على الأرض لصالح النظام، شن الطيران الروسي 30 غارة جوية على مناطق ريف إدلب وريف حماة من بينها مقار لـ"هيئة تحرير الشام" و"أنصار التوحيد" وخطوط إمداد في سهل الغاب، وادعى مركز المصالحات الروسي في سورية أنهم استهدفوا مستودع للطائرات المسيّرة في إدلب. في المقابل نفذت "الهيئة" 64 عملية ضد النظام قتل فيها ما يقارب الـ 30 من عناصره. كما شنت الطائرات الروسية 60 غارة جوية ضد تنظيم "داعش" في بادية حماة وحمص ودير الزور والرقة، قتل فيها 13 عنصراً من التنظيم. في المقابل شنَّ تنظيم داعش 17 عملية بينها 8 عمليات في حمص، و7 في دير الزور، وعملية في كل من الرقة وريف حلب الجنوبي، قتل فيها 73 شخصاً، 69 منهم من قوات النظام.

وفي خطوة لتأمين الحدود السورية التركية، منعاً لعبور عناصر من منظمة PKK نحو تركيا، بالإضافة إلى محاربة تهريب المخدرات والإتجار بالبشر، وضعت وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة 3 آلاف عنصر من الجيش الوطني السوري ضمن ألوية حرس الحدود. كما عملت "الجبهة الوطنية للتحرير" العاملة في محافظة إدلب على دمج الفصائل أو الكتل الصغيرة فيما بينها والتي يبلغ عدد أفرادها من 500 إلى 1000، في سياسة قائمة على "التجميع العسكري" وإنتاج قوى فاعلة على الأرض حيث سيتم تقليص عدد الفصائل إلى 7 بعدما كانت 14 فصيلاً، بالإضافة إلى تنسيق الجهود العسكرية وزيادة فاعلية الفصائل وكفاءة المقاتلين. كما أعلنت ثلاثة فصائل عسكرية في منطقة ريف حلب الشمالي؛ فرقة المعتصم، والجبهة الشامية، وتجمع الشهباء، تشكيل "القوة الموحدة"، ضمن صفوف الجيش الوطني السوري.

كما اجتمع ممثلون عن التكتلات العسكرية بمحافظة درعا، في مدينة طفس من مدينة بصرى الشام وبلدة نصيب ومدينة درعا، ومناطق أخرى للتوصل لاتفاقية "دفاع مشترك" بين كل الأطراف، ضمّت عدداً من قادة المعارضة السابقين في محافظة درعا، وتهدف الاتفاقية إلى مكافحة أي خطر وتهديد أمني على المحافظة من قبل قوات النظام وتنظيم "داعش، وضبط الأمن والاستقرار، ومكافحة الارهاب وتهريب المخدرات، والحد من عمليات السطو والسرقة وقطع الطرقات.

وفي شرق سورية، سقط قتلى وجرحى نتيجة هجمات لـ "قوات العشائر" على مواقع لقوات سوريا الديمقراطية في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، كما شنت الطائرات المسيرة التركية سلسلة غارات جوية في مدن وبلدات محافظة الحسكة أسفرت عن مقتل وإصابة 7 أفراد من قوات قسد.

سياسات اقتصادية دون جدوى والبحث عن البدائل

استمرّ مصرف سورية المركزي في تعويم قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية حيث خفض سعر الليرة مقابل الدولار إلى 12600 ويشمل هذا السعر نشرة التصريف النقدي والحوالات الخارجية، وخفّض المركزي قيمة الليرة بأكثر من 300% منذ بداية العام الجاري، في دلالة على نقص القطع الأجنبي وجفاف مصادر تمويله وعجزه عن مقارعة السوق السوداء مقراً اللحاق بسعرها بغرض ضمان وصول العملة الصعبة إلى خزائنه في نهاية المطاف.

وفي دلالة على فشل المصرف المركزي للدفاع عن استقرار الأسعار في السوق والقوة الشرائية، ارتفع التضخم في الربع الأخير من عام 2023 في سورية إلى 800 %، كأحد تجليّات ممارسات النظام ضد الشعب وتحويل موارد الدولة ومقدراتها في خدمة الآلة العسكرية، وشلل الإنتاج وانخفاض المخزون السلعي وعدم توفر المواد الأولية ومواد الطاقة بالإضافة إلى العقوبات وغيرها.

وفي زيارة لمحافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين إلى دمشق، أقرَّ الجانبان آلية استخدام العملات المحلية في التبادلات التجارية بين البلدين، وإنشاء قنوات اتصال بين البنكين المركزيين للتهرب من العقوبات، وفي إطار تعزيز العلاقات المصرفية والتجارية والاستثمارات المشتركة بينهما أشار المسؤول الإيراني إلى نية بلاده افتتاح أول بنك إيراني قريباً في سورية. وتعد هذه الزيارة على ما جاء فيها أقرب إلى الزيارات الإيرانية الماضية إلى سورية، زيارة بروتوكولية للتأكيد على محور المقاومة والممانعة، وتحصيل مكاسب وامتيازات واستثمارات لقاء منع نظام الأسد من الانهيار والسقوط.

من جهة أخرى، يسعى النظام إلى تأطير علاقاته الاقتصادية مع دول الجوار والانفتاح على الدول الحليفة، وتطوير الاتفاقيات الموقعة معهم في السابق، حيث صدّق مجلس الشعب التابع للنظام على مشروع قانون يتضمن اتفاقية خدمات النقل الجوي بين سورية والعراق، وتعتبر هذه الاتفاقية تحديثاً للاتفاقية الموقعة في العام 1969، بهدف "تطوير آفاق التعاون والتنسيق لتطوير الحركة الجوية بين العراق وسورية"، وقد بدأت حكومة النظام بتصدير محاصيل منطقة الساحل من الحمضيات إلى العراق، في خطوة هي الأولى من نوعها بين البلدين، بهدف تحقيق أكبر قدر من التسويق لهذا الموسم، وكسب ود الفلاحين الذين تعرّضوا لخسائر كبيرة خلال السنوات الماضية بسبب قلة التسويق.

وتخطط الحكومة الصينية لتقديم دعم للنظام في مجال الاتصالات والطاقة الشمسية، بعد نحو شهرين من زيارة بشار الأسد للصين، بحثاً عن الأموال والاستثمارات، وستساعد المنحة الصينية حكومة النظام على توسيع تجهيزات النقل الرقمي البحري في طرطوس لتصبح 1 تيرا، مع التحضير لتوسيع البوابة الدولية لتصبح 1.6 تيرا، وتنفيذ عقد توريد وتركيب 99 موقعاً بأنظمة طاقة شمسية لوحدات النفاذ الضوئية. ولا تزال الاستثمارات الصينية في سورية عند أدنى مستوياتها في دلالة على عدم رغبتها الدخول في بيئة صراع دولية لم تحسم بعد، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية حتى الآن بالإضافة إلى المنافسة المحتدمة بين إيران وروسيا على الموارد والاستثمارات السورية.

وكان وزير المالية في حكومة النظام كنان ياغي، أعلن عن استكمال الدراسات المتعلقة بالجوانب الفنية للضريبة على القيمة المضافة، ضمن مسار مشروع إصلاح النظام الضريبي والذي يعتمد على التحول نحو ضريبتين أساسيتين؛ الضريبة الموحدة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة، وبالرغم من أهمية الخطوة من الناحية النظرية إلا أنها عملياً غير مجدية وغير منطقية في ظل الظروف الاقتصادية السيئة التي تعاني منها سورية واقتصادها.

وفي اللاذقية، حذّر "اتحاد الفلاحين" من تعرّض مهنة تربية الأبقار إلى "الانقراض" جراء الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات الإنتاج، وخاصة الأعلاف، بالإضافة إلى أسعار المنتجات من ألبان وأجبان. حيث سجلت أسعار مشتقات الحليب أرقاماً غير مسبوقة، بعد أن وصلت إلى 5 أضعاف خلال بضعة أشهر.

ورفعت حكومة النظام أسعار جميع الأسمدة إلى نسب وصلت إلى نحو 200 %، وهو ما سيؤدي إلى إحجام المزارعين عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية وهجرة الأراضي وبيعها، وبالتالي ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية. كما سجل سعر كيلو غرام الفروج ارتفاعاً كبيراً في محافظة حمص وصل إلى 35 ألف ليرة للكيلو، بعد أن أغلق 75% من مربي الدواجن مداجنهم بسبب الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بهم خلال الآونة الأخيرة نتيجة للخسارات الكبيرة المتلاحقة بسبب بيع الفروج بأقل من سعر التكلفة بكثير. ورفعت حكومة النظام سعر ربطة الخبز غير المدعوم بأكثر من 100 %.

في مناطق "الإدارة الذاتية"، أصدرت "الإدارة" قراراً برفع أجور النقل بين مدن وبلدات شمال شرقي سورية، بنسبة زيادة بلغت 25 %، وذلك للمرة الثانية خلال نحو شهرين.

وفي قطاع الزراعة، يواجه مزارعو ريف دير الزور الشرقي تحديات تعوق إنتاج محاصيلهم الزراعية المتنوعة، بسبب نقص المياه الذي تعاني منه المنطقة، وعدم تدخل “الإدارة الذاتية” لتزويد المزارعين بمياه الري، بسبب عدم توزيع المحروقات على المزارعين، ما يهدد فعالية زراعة الأراضي في الموسم الحالي.

بالنسبة لمناطق المعارضة، أعلنت وزارة الزراعة في الحكومة السورية المؤقتة، عن إطلاق مشروع دعم للمزارعين خاص بمحصول القمح في منطقة ريف حلب، لزراعة 2000 هكتار من القمح المروي، وتشمل مناطق تنفيذ المشروع مدن وبلدات، الغندورة والراعي وبزاعة ومارع واعزاز، بدعم من صندوق الائتمان لإعادة إعمار سورية. وافتتحت الحكومة السورية المؤقتة مشروعاً لمنظومة طاقة شمسية خاصة بمحطات ضخ مياه الشرب في مدينة الباب بكلفة بلغت 2 مليون يورو، يعمل بطاقة 1.15 ميغا واط، وهذه الطاقة المولدة هي أكبر حجم توليد في الشمال السوري كمشروع خدمي، ويتضمن المشروع 2547 لوح طاقة شمسية يخدم 200 ألف نسمة في مدينة الباب، بدعم من صندوق الائتمان. كما تستمر مؤسسة سكن في بناء القرية الخامسة في مشروع "ملاذ آمن" في قرية كفر تعنور والذي يتألف من 400 منزل سكني، حيث يبلغ عدد المستفيدين من المشروع 2396 شخصاً.

التصنيف تقارير دورية
أيمن الدسوقي
تمهيد يعد موضوع التعافي المبكر حديث الساعة بين الأوساط الأممية والجهات المانحة، كذلك بين الأطراف…
الأربعاء أيار 15
نُشرت في  أوراق بحثية 
ساشا العلو, محمد أديب عبد الغني
مُلخّص تنفيذيّ يطرَح نشاط خلايا تنظيم الدولة في سورية بعد عام 2019 تساؤلات عدة، خاصة…
الإثنين آذار/مارس 18
نُشرت في  الدراسات 
مناف قومان
تمهيد فقدت الصناعة السورية زخمها في عموم سورية بعد العام 2011 جراء قصف النظام الممنهج…
الخميس آذار/مارس 14
نُشرت في  أوراق بحثية 
سامر الأحمد
ملخص تنفيذي • تحاول "قسد" عبر إعلانها العقد الاجتماعي وتعديلاته وقانون الأحزاب السياسية كسب غطاء…
الجمعة آذار/مارس 01
نُشرت في  الدراسات